خطورة السمنة على صحة العمود الفقري


في عالمنا اليوم، تُعد السمنة واحدة من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا، مما يسبب تأثيرات متعددة على صحة الإنسان، بما في ذلك صحة العمود الفقري.
يرتبط الوزن الزائد بمجموعة من المشاكل الصحية التي قد تؤثر بشكل مباشر على الظهر والفقرات، مما يستدعي الانتباه والعمل على تجنبها أو معالجتها.

العلاقة بين السمنة ومشاكل العمود الفقري
العمود الفقري هو جزء حيوي من الهيكل العظمي يدعم الجسم ويوفر الحماية للحبل الشوكي. السمنة تزيد الضغط على الفقرات والأقراص الفقرية، مما يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بمشكلات مثل الانزلاق الغضروفي وآلام أسفل الظهر.

واثبتت الدراسات أن الأشخاص ذوو مستويات أعلى من مؤشر كتلة الجسم قد يكونون أكثر عرضة لآلام الظهر مقارنة بأولئك ذوي مؤشر كتلة الجسم الأقل لأن الأوزان الزائدة تضع ضغطًا إضافيًا على الأقراص الفقرية، مما يزيد من خطر تآكلها أو تمزقها.

 

المشكلات الشائعة المرتبطة بالسمنة والعمود الفقري

السمنة هي حالة تتميز بزيادة الوزن بشكل غير صحي نتيجة تراكم الدهون في الجسم. ويمكن أن تؤثر السمنة سلبًا على صحة العمود الفقري، وذلك بسبب الضغط الزائد الذي تمارسه على الفقرات والأقراص والأربطة والعضلات والأعصاب. ويمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية مثل:

التهاب المفاصل الفقري: وهو التهاب في المفاصل التي تربط بين الفقرات، ويسبب ألمًا وتيبسًا وصعوبة في الحركة. ويمكن أن يصيب أي جزء من العمود الفقري، لكنه شائع في الرقبة وأسفل الظهر

الانزلاق الغضروفي: وهو حالة تحدث عندما ينزلق الغضروف الذي يعمل كوسادة بين الفقرات إلى خارج مكانه، ويضغط على الأعصاب المجاورة. ويسبب ألمًا شديدًا وخدرًا وضعفًا في الأطراف. ويمكن أن يحدث في أي جزء من العمود الفقري، لكنه شائع في أسفل الظهر

الحدب: وهو انحناء غير طبيعي في العمود الفقري، ويمكن أن يكون نتيجة للشيخوخة أو الهشاشة أو الإصابة أو الوراثة. ويسبب تشوهًا في الشكل وألمًا وضيقًا في التنفس. ويمكن أن يصيب أي جزء من العمود الفقري، لكنه شائع في الصدر والرقبة.

متلازمة العمود الفقري المنحني: وهي حالة تحدث عندما ينحني العمود الفقري إلى الأمام بشكل مفرط، ويسبب تقصير في القامة وألمًا وضعفًا في العضلات. ويمكن أن يحدث بسبب الشيخوخة أو الهشاشة أو الالتهابات أو الأورام. ويمكن أن يصيب أي جزء من العمود الفقري، لكنه شائع في أسفل الظهر.

نصائح للحد من تأثير السمنة على العمود الفقري 

للوقاية من السمنة وما تسببه من مشاكل في العمود الفقري، يجب اتخاذ بعض الخطوات العملية والمنطقية، وهي:

خفض الوزن: هذا هو الهدف الرئيسي والأساسي لتقليل العبء على العمود الفقري والحماية من الإصابة بالأمراض المتعلقة به. يمكنك خفض وزنك باتباع نظام غذائي متوازن ومنخفض السعرات الحرارية وممارسة الرياضة بشكل منتظم والابتعاد عن العادات الضارة مثل الإكثار من الأكل والجلوس لفترات طويلة.

 

تحسين الوضعية: للمحافظة على صحة العمود الفقري وتجنب الإصابة بالتشوهات والضغط على الأعصاب. يمكنك تحسين وضعيتك بالانتباه إلى طريقة جلوسك ووقوفك ونومك وحملك ورفعك وانحنائك وتصحيحها. كما يمكنك استخدام بعض الأدوات المساعدة مثل الوسائد والكراسي والأحزمة والأحذية الملائمة

 

العلاج الطبيعي والتدليك: لتعزيز وظيفة العمود الفقري وتخفيف الألم والالتهاب والتشنج. يمكنك الاستفادة من العلاج الطبيعي والتدليك بزيارة أخصائي مختص في هذا المجال واتباع برنامجه وتمارينه ونصائحه. كما يمكنك استخدام بعض الطرق المنزلية مثل الكمادات الساخنة والباردة والزيوت العطرية والأعشاب الطبية

 

الأدوية والحقن والجراحة: ويتم اللجوء إليهم فقط في حالات الضرورة وبعد استشارة الطبيب ومراعاة الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة. يمكنك اللجوء إلى الأدوية والحقن والجراحة في حالة عدم الاستجابة للتعليمات السابقة أو في حالة حدوث مضاعفات خطيرة تهدد حياتك أو وظيفتك.

وينصح بالتشاور مع أخصائيين في الرعاية الصحية لتطوير خطة علاجية مخصصة تتناسب مع احتياجات وظروف كل فرد.

التغذية ودورها في دعم العمود الفقري

 

لتقليل مخاطر السمنة على العمود الفقري، يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لبناء وصيانة العظام والعضلات والأنسجة الأخرى في العمود الفقري. ومن هذه العناصر:

البروتين: وهو العنصر الأساسي لبناء العضلات والأنسجة الضامة والخلايا. ويمكن الحصول عليه من مصادر حيوانية مثل اللحوم الحمراء قليلة الدسم والدجاج منزوع الجلد والأسماك الدهنية، أو من مصادر نباتية مثل البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات.

الكالسيوم: وهو المعدن الأهم لتكوين وتقوية العظام والأسنان. ويمكن الحصول عليه من منتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي، أو من الخضراوات الخضراء مثل السبانخ والبروكلي والكرنب.

المغنسيوم: وهو المعدن الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم وتنظيم عمل العضلات والأعصاب. ويمكن الحصول عليه من الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح والشعير، أو من المكسرات مثل اللوز والفستق والكاجو.

الحديد: وهو المعدن الذي يساعد على نقل الأكسجين إلى الخلايا والأنسجة ومنع فقر الدم. ويمكن الحصول عليه من اللحوم الحمراء والكبد والبيض، أو من البقوليات مثل الفاصولياء والعدس والحمص.

فيتامين د: وهو الفيتامين الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم وتنظيم نمو العظام والأسنان. ويمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس أو من الأطعمة المدعمة به مثل الحليب والزبادي والسمك.

فيتامين ك: وهو الفيتامين الذي يساعد على تخثر الدم وتكوين العظام والأنسجة. ويمكن الحصول عليه من الخضراوات الخضراء مثل السبانخ والكرنب والخس، أو من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا.

فيتامين ج: وهو الفيتامين الذي يساعد على تكوين الكولاجين وتقوية الأنسجة الضامة والعظام والأسنان. ويمكن الحصول عليه من الفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون والجريب فروت، أو من الخضراوات مثل الفلفل الأحمر والأخضر والبروكلي. وينصح بتناول ما لا يقل عن 75 ملغ من فيتامين ج يوميًا للنساء و90 ملغ للرجال.

هذه بعض النصائح الغذائية التي تساعد على تقليل مخاطر السمنة على العمود الفقري، ولكن يجب أيضًا مراعاة الكمية والتوقيت والتنوع والاعتدال في تناول الطعام. ويجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والملح والمواد الحافظة والمضافات. ويجب شرب كمية كافية من الماء والسوائل الصحية مثل الشاي الأخضر والعصائر الطبيعية. ويجب الابتعاد عن الكحول والتدخين والمشروبات الغازية والمنبهات.


علاج مشاكل العمود الفقري المرتبطة بالسمنة
يمكن أن تسبب السمنة ضغطًا زائدًا على العمود الفقري وتزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل أو الانزلاق الغضروفي أو الحدب أو متلازمة العمود الفقري المنحني. هناك بعض الخيارات المتاحة لعلاج مشاكل العمود الفقري المرتبطة بالسمنة:

تخفيف الوزن: هذا هو الخيار الأول والأكثر فعالية لتقليل الضغط على العمود الفقري وتحسين الوظيفة والمرونة. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحد من السعرات الحرارية الزائدة.

الأدوية: يمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب في العمود الفقري، مثل المسكنات أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو حقن الستيرويدات. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء والانتباه إلى الآثار الجانبية المحتملة

العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تقوية عضلات الظهر والبطن وتحسين المدى الحركي والتوازن والمهارات الحركية. يمكن للعلاج الطبيعي أيضًا تعليم المريض كيفية اعتماد وضعيات صحيحة واستخدام أجهزة مساعدة إذا لزم الأمر

الجراحة: في بعض الحالات الشديدة أو المقاومة للعلاجات الأخرى، قد يكون الخيار الأخير هو الجراحة لتصحيح مشاكل العمود الفقري. ومن الأمثلة على ذلك جراحة تثبيت الفقرات أو جراحة استبدال الفقرات أو جراحة تخفيف الضغط. ومع ذلك، تحمل الجراحة مخاطر عالية وتتطلب فترة تعافي طويلة ولا تضمن النتائج المرجوة.


العلاج التداخلي هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات الطبية التي تستخدم تقنيات الأشعة للوصول إلى أجزاء معينة من الجسم وعلاجها بدون جراحة. ومن الأمثلة على العلاج التداخلي لمشاكل العمود الفقري: حقن الستيرويدات الفقرية، والحقن الحرارية، والحقن الكيميائية، والحقن الكهربائية، والحقن اللاصقة، والحقن
الجراحية. وتهدف هذه الإجراءات إلى تخفيف الألم والالتهاب وتحسين الوظيفة الحركية.

 

التردد الحراري هو عبارة عن نوع من الحقن يستخدم موجات ترددية لإنتاج حرارة تؤثر على الأعصاب أو الأنسجة المستهدفة. ويستخدم التردد الحراري لعلاج الأمراض التي تتعلق بالأعصاب والمفاصل والكبد والسرطان. ومن الأمثلة على التردد الحراري لمشاكل العمود الفقري: التردد الحراري للغضروف، والتردد الحراري للمفاصل، والتردد الحراري للعصب الخامس.

 

التعامل مع السمنة ليس فقط خطوة نحو تحسين الشكل الخارجي ولكنه أيضًا استثمار في صحة العمود الفقري والجسم ككل. ومن خلال اتخاذ خطوات نحو نمط حياة صحي ومتوازن، يمكن تخفييف الألم وتحقيق تحسين ملحوظ في نوعية الحياة.
يعد الالتزام بالعلاجات الموصوفة، والعناية بالنظام الغذائي، والمشاركة في الأنشطة البدنية المناسبة، جنبًا إلى جنب مع المتابعة المستمرة مع الاختصاصيين، جزءًا أساسيًا من رحلة العلاج والتحسن

حجز سريع مع الطبيب
اكتب بيانات و سيتواصل معك احد من الفريق لتحديد موعد مناسب للحجز